3 مهام يجب أن تقضي فيها وقت فراغك أثناء دراستك الجامعية من أجل فرص عمل أعلى
هل تعتقد أن الحصول على وقتِ فراغ يعني أن ستستمع؟ يُحزنني أن أخبرك بعكس ذلك.
إذا وجدتَ أن الفراغ أمرٌ تستطيع الحصول عليه ببساطة و كثيراً، فإنك تؤدي رقصة الموت القريب !
هذا الوقتُ المسمى بـ “فراغ” ما وُجد إلا ليُملأ، و الشابُّ اليوم في دراسته الجامعية يمتلكُ وقتاً و فرصاً لن يستطيع الحصول عليها بعد التخرج.
و إن كان محظوظاً جداً، فسيحصل على بعض هذه الفرص متأخراً.
هذه 3 مهام فقط، إذا وجدتَ وقتاً فارغاً حاول أن تقضيه فيها، ستصنعُ هذه النقاط أثراً في حياتك ككُل، أوليها قدراً من الإهتمام أكبر من أن تأخذها كتجارب، و إن كُنت تتساءل لماذا ؟!! فاقرأ عن كلّ مهمة.
1. تجربة العمل في أي وظيفة.. فقط من أجل التجربة
قد تقضي وقت فراغك في العديد من الأشياء التي قد تكون مثيرةً لك في فترة دراستك الجامعية، مثيرة لأنك جربتها، ولكن العمل أكثر إثارة.
أولستَ تنتظرُ الوقت الذي تحصل فيه على شهادتك الجامعية لتبدأ العمل و الإعتماد على نفسك و الإستقلال عن الأسرة الصغيرة؟
ربما يكونُ هذا حلماً منتظراً، ولكن لا يجب أن تنتظر حتى ذلك الوقت… خاصة إذا علمت الآتي
- الدراسة الجامعية تعد الطالب للعمل، ولكن لا تعده للإلتحاق بالعمل.
- الأكاديميات ليست الشيء الأهم في الأعمال.
فما هو التغيير الذي سيطرأ عليك إذا قضيت بعض وقت فراغك في العمل؟
أثناء الدراسة الجامعية تعدك الجامعة أكاديمياً و علمياً لتستطيع أداء المهام التي تتعلق بتخصصك، ولكن بيئة العمل لا تحتاج إلى هذا فقط.
في بيئة العمل أول ما يحتاجه الشخص شيئين [التواصل و القدرة على التعلم].
تستطيع أن تضع شهادتك الجامعية جانباً و أن تصنع مسيرة نجاح إذا امتلكت هاتين الخصلتين، قولُهما سهل و لكن ليس من السهل تنفيذهما.
عندما تبدأ العمل فإنك لن تمتلك رفاهية اختيار من يعمل معك، لذلك ستحتاج إلى أن تتعلم كيف تتعامل مع الطباع المختلفة للبشر خاصة في اللحظات الحرجة.
حين تتضارب المصالح و حين الإختلاف في الرأي مع من هو أعلى سلطة و حين يحتاج العمل إلى أن تعمل مع من لن تتفق معه ولو قضيت عمرك كله معه في غرفة واحدة.
فيما يتعلق بالقدرة على التعلم يجب أن تعلم يا عزيزي بأن الأعمال عادة لا تتعلق بتنفيذ المبادئ و المعايير العالمية، فلا تتعجب إذا بدأت العمل مع احدى الشركات و وجدت أنها لا تتطبق ما تعلمت.
الشركات و الأعمال تقوم على مبدأ الربح و الخسارة، تأخذ من العلوم و المبادئ و المعايير ما يساعدها على تحقيق أهدافها و ليس العكس.
فإذا كانت الأعمال لا تسخّر امكاناتها من أجل تطبيق المعايير و المبادئ فبالتالي ستجد أن هناك طرقاً و أساليب جديدة ربما تصل إلى درجة الغرابة و مخالفة المعروف، ولكنها فقط تحقق للشركة أهدافها وبالتالي تم اعتمادها بعد التجربة !
لذلك كن مستعداً لأن تتعلم كثيراً و كثيراً جداً..
إفتقاد القدرة على التواصل و مواكبة التغير المستمر في مجالات الأعمال من أكثر ما يؤثر على قدرة الخريج الجديد على التطور السريع و النجاح في مجالات عمله.
2. قريباً كُنت أو بعيداً.. أنا أعرفُك
لا تعتقد أن وقتك الذي تقضيه بين صفحات الكتب و المراجع أكثر أهمية من وقت تقضيه في التعرف على أصدقاء جدد أو توطيد العلاقات.
كم مرةً سمعت أن قضاء الوقت في العلاقات الاجتماعية في المرحلة الجامعية يعد تضييع وقت ليس إلّا؟
ربما يكون هذا صحيحاً إذا كانت تلك العلاقات تؤثر سلباً على تقدّمك الدراسي، ولكن إذا استطعت أن تطورهما سويةً (عُلومك و معارفك) فافعل، فلن تجد أفضل من هذا.
لن أذكر لك بعض المقولات الشائعة من نوع “أصدقائك الذين يبقون هم أصدقاء الجامعة” و ما شابهها من المقولات التي أعتبرها وهمية، و إن كانت أمثال هذه المقولات تحمل شيئاً من الصواب.
ما سأقوله لك هو أنك بذلك ستفوت الكثير و الكثير جداً، فأنت في المرحلة الجامعية أصبحت أكثر نضجاً، المجتمع من حولك أكثر وعياً.
من السهل جداً أن تجد من يوافقك إهتماماتك و من يختلف عنك فيها، تستطيع التعرف إليهما معاً و صنع علاقة جيدة معهم جميعاً، تشارك من يشاركك المسير و تتعلم ممن يخالفك.
من السهل أن تجد من جرّب أهدافك و وصل إليها قبلك فيشاركك خبراته و قصته فيشجعك و يعينك على الوصول، كما بالمثل بإمكانك أن تصنع أثراً بمساعدة الآخرين.
لا تدري بعد أن تتخرج أين ستلقي بك الحياة و في أي ظروف عملية، إذا كان نصيبك في عالم الوظائف فإن العمل لـ 8 ساعات يومياً يعني أنك بالكاد ستجد وقتاً لتتواصل مع أسرتك الصغيرة.
الأثر الحقيقي الذي ستجده لهذه العلاقات التي صنعتها بالإيجاب جميعها يبدأ فور تخرجك من الجامعة.
هؤلاء الأصدقاء و المعارف سينتشرون في الأرض، في مختلف الأصقاع، ولكن الصداقة لا تموت، ستجد أن أصدقائك و معارفك قد تخصصوا في مجالات مختلفة. و هذا هو مربط الفرس، و أطلق لخيالك العنان.
3. لا تجعل رصيدك من المشاريع العملية 0
في مقابلة العمل، ستُسأل عن المشاريع السابقة أو الخبرات، حتى و إن كُنت قناصاً، هل تعلم لماذا؟
الخبرات و المشاريع السابقة من أهم العوامل التي ترجح كفة مرشح على الآخر.
إذا قضى شخصٌ ما وقته في التعلم و تطبيق ما تعلمه في مشاريع دون أن يدرس بالجامعة، بينما قضى شخصٌ آخر وقته في الدراسة الجامعية دون مشاريع و تقدم كلاهما لوظيفة فغالباً سيتم اختيار صاحب المشاريع السابقة ما لم تكن الشهادة الجامعية مطلباً أساسياً للوظيفة.
لن تصدق كمّ الخبرات و المعارف التي تسقيكها المشاريع العملية و التجارب، لن تتخيل ذلك بتاتاً. بقدر ما كان خيالُك واسعاً لن تستطيع.
و هذه نقطة ربما يكون فيها بعضُ العتب على النظام الجامعي حين تكون الدراسة النظرية لعلوم الحاسب أكثر من التطبيق، و أنا مقتنعُ تماماً أنه حتى الدراسة التي أصلها نظري لها تطبيق و إن كانت فسلفة، فما بالك بعلوم الحاسب.
الإنخراط في مشاريع عملية مختلفة قبل التخرج يكشف لك شيئين مهمين:
- كيف يبدو العمل الحقيقي في مجال علوم الحاسب.
- المجال الذي يناسبك.
هل توافقني بأن الأمرين غامضين جداً لطلاب علوم الحاسب؟
يتخرج طالب علوم الحاسب و هو لا يملك أكثر من توقع لما ستكون عليه البيئة العملية الحقيقية، أما فيما يختص بالمجال الذي يناسبه فالدقة تقتضي أن نقول أنه لا يعلم.
بعضُ الطلّاب شغوفٌ بدراسة علوم الحاسب من صغره، وربما توفرت له الموارد التي علّمته ماهيّة علوم الحاسب و طبيعته، ولكن هذه ليست القاعدة العامة بل العكس.
الخلاصة
من بين كثيرٍ من النشاطات، ما خلا الأكاديميات، أعتبرُ أن هذه النقاط أكثر ما يصنعُ منك شخصاً أفضل عندما ترفعُ قدمك مغادراً عتبتات الجامعة واضعاً أولى خطواتك نحو مستقبلٍ ترجوهُ مشرقاً.
حاول أن تعمل و تكسب مالاً و تتعايش مع بيئة العمل، كون علاقات قدر ما تستطيع، و اعمل في مشاريع تتعلق بتخصصك.
3 مهام يجب أن تقضي فيها وقت فراغك أثناء دراستك الجامعية من أجل فرص عمل أعلى
Consuitech
on
الجمعة, مارس 10, 2017
ليست هناك تعليقات: