العمل الحُر مكانه الإنترنت، والإنترنت شبكة عالمية، بالطَبع يُمكنك أن تتمسَّك بقضاء كامل وقتَك في المواقع العربية دون الخروج، لكن في وقت من الأوقات ستحتاج الرجوع لمرجع ما خاص بعملك، ستحتاج الحصول على معلومةٍ ما من مقال كُتب بالإنجليزية، كُل هذه المُعطيات تُشكل أهمية عُظمى للإنجليزية بالنسبة للمُستقل، فإتقان المُستقل للإنجليزية أو على الأقل فهمه وإستيعابه لها يرفع من سهمه ويُحسّن من أداءة بلا أدنى شَك، فاللغة الإنجليزية في حد ذاتها تصريح للإبحار في الويب، بلا عائق أو مُنغِّص.
أيضًا اللغة مُفيدة في حالات عديدة، في عملك كمُترجم مثلًا بجانب عملك الأساسي، أو في مُطالعة المواقع  والمجلات الإنجليزية الخاصة بمجال عملك، كل هذه ميّزات للإنجليزية، هذا كله بجانب ميزاتها الإجتماعية البحتة بعيدًا عن مجالات العمَل، فالإنجليزية تُسهَّل عليك التعامل مع مختلفي الجنسيات والتعامُل مع الأجانب بشكل عام عِوضًا على أن اللغة صارت مُنتشرة في دولنا العربية، على لافتات المحال وفي كتالوجات الأجهزة.
أعلاه ناقشنا أهمية اللغة، إلا أننا ضربنا أمثلة فحسب، اللغة أيضًا تُسهِّل عمليات الدراسة، القراءة والإطّلاع بجانب كل ما ذكرناه أعلاه، لكن مُجرّد الذكر لا يُغني عن التفصيل، لهذا سنُناقش كل سبب يجعَل تعلُّم الإنجليزية واجب عليك وليس مُجرد فكرة رائعة، أيضًا من باب العصف سأقترح عليك طرقًا بسيطة لتحسين اللغة وتطوير مهاراتها، لنعود للنقطة الأولى، لماذا تُعد الإنجليزية مهمة إلى هذا الحد؟

التعلَّم والقراءة

أيًا كانت مهارتك التي تعمل بها فلن تكون مُلمًا بكل صغيرة وكبيرة في مجال تخصصك، ستحتاج للبحث عن شرح لعمل شيء ما، طريقة تنفيذ حيلة برمجية ما، هذه الأمور كلها ستدفَعك للبحث على الإنترنت ومُحاولة تعلّم الطريقة، يُمكنك اللجوء للمُحتوى العربي بالتأكيد، لكن إن أخترت المُحتوى الإنجليزي -نظرًا لجودته العالية وتحديثاته الأكثر وفرة- ستحتاج اللغة بالتأكيد، لفهم الطريقة، سواء مقروءة أو مسموعة، هذا لمُجرّد بحثك عن طريقة لفعل شيء ما وهو فِعل بسيط بالتأكيد، ما بالك لو فكَّرت في مُمارسة عملية التعلُّم كاملة بالإنجليزية؟ تعلُّم شيء جديد؟ للأمر ميزاته بالطبع، فالمُحتوى الإنجليزي أكثر انتشارًا وتوافرًا من العربي كثيراً، هنا تظهر فائدة اللغة الإنجليزية كثيرًا.

ميزة كبيرة

كونك مُتقن للإنجليزية فهو أمر مُميِّز، يُميزك عن غيرك من المُستقلين العاملين في نفس المجال، فمثلًا كونك مُتقن للإنجليزية وكون هذا مُدرج في مهاراتك سيُسهل لك أمر البحث عن عمل، وسيُميزك عن البقيّة، علاوة على هذا فمهارة الإنجليزية يُمكن تطويعها والعمل كمُترجم، وما سيكون الأمر رائعًا إن ترجمت مقال ما يتعلّق بمجال عملك، ستجد أنها خطوات جميعها تصُب في مصلحتك الشخصية، منذ أن تبدأ في التعلُّم إلى أن تصل إلى أول تطبيق.

أعلاه توصلنا لنتيجة حتمية، وهي أن الإنجليزية تستحق التعلُّم، وتُفيد من يتعلمها فوائد جمّة، ولكن كيف يتم تعلُّمها؟ تعلُّم الإنجليزية يجب أن يتم بطريقة منهجية، مثل تلك التي كُنا نمارسها في المدرسة، لكن بطريقة أكثر إحترافية بالطبع، لذا إن كان بإمكانك التوجه لأحد المراكز التي تُقدِّم كورسات تعليم الإنجليزية أو إلجأ لليوتيوب، لكن إن كنت تعرف الأساسيات، أ ب لغة إنجليزية، فيُمكنك مُتابعة الطرق التالية لتحسين لغتك.

إقرأ وتَرجِم

في تعلُّمك للإنجليزية، مُعظم ما ستُريده هو حصيلة كلمات، أن تعرف ترجمة حرفية لأي كلمة نستخدمها في عربيّتنا -هل تعرف ترجمة كلمة طفو؟- ولهذا عليك أن تقتنص بعض المقالات المُفيدة خاصة في مجال عملك وتبدأ في قراءتها، بالطبع ستُواجه كلمات لا تعرف لها معان، هذا هو المطلوب، ترجم تلك الكلمات ثم إكتب الكلمة وترجمتها في ورقة، أكمل عملك، بعد يومين عُد للورقة التي كتبت فيها الكلمات التي ترجمتها أثناء القراءة، إقرأها مرة أخرى، فالعقل يحفظ بالتكرار.

إسمع وإفهم

المسموعات في الإنجليزية مهمة للغاية، خاصة إن كنت تسمع كلمات تقرأها أمامك، مثلًا ترجمة الأفلام، كلمات أغنية ما أو حتى مُحاضرة على TED، إسمع دائمًا وإنتبه لطريقة نُطق كُل كلمة، هذه الطريقة في حد ذاتها تُقوّي مهارات المُحادثة (Conversation)  والسماع وهي مهارة تُهمك في مجال العمَل الحُر لمتابعة كل جديد من بودكاست أو فيديوهات في تخصصك.

إكتُب وتكلَّم

مُمارسة نشاطات تعتمد على اللغة هي خطوة قوية جدًا، فالكتابة بالإنجليزية نشاط يُساعد على دعم اللغة وتقويتها بكل تأكيد، والتحدّث المُباشر مع أحد أصدقائق بالإنجليزية أيضًا تدريب رائع، فهو يقضي على التوتُّر ويُساعد على تذكَر الكلمات.
تعلُّم الإنجليزية أصبح  أهم من ذي قبل، وأسهل من ذي قبل أيضًا، الآن المُحتوى التعليمي مُتاح أمامك، إن كُنت بينك وبين نفسك تُدرك أن لغتك ضعيفة فعليك صدقني أن تأخذ خطوة للأمام في هذه النقطة، كلما أخذت تلك الخطوة مُبكرًا كلما حصدت نجاحًا مُبكرًا.